سورة الصافات - تفسير تفسير السيوطي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الصافات)


        


{وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (1) فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا (2) فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا (3) إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ (4) رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ (5)}
أخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه من طرق عن ابن مسعود رضي الله عنه {والصافات صفاً} قال: الملائكة {فالزاجرات زجراً} قال: الملائكة {فالتاليات ذكراً} قال: الملائكة.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وعكرمة رضي الله عنه، مثله.
وأخرج سعيد بن منصور عن مسروق رضي الله عنه قال: كان يقال في الصافات، والمرسلات، والنازعات هي الملائكة.
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {والصافات صفاً، فالزاجرات زجراً} قال: هم الملائكة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس رضي الله عنه في قوله: {فالزاجرات زجراً} قال: ما زجر الله عنه في القرآن.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي صالح رضي الله عنه في قوله: {فالتاليات ذكراً} قال: الملائكة يجيئون بالكتاب، والقرآن، من عند الله إلى الناس.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {والصافات صفاً} قال: الملائكة صفوف في السماء {فالزاجرات زجراً} قال: ما زجر الله عنه في القرآن {فالتاليات ذكراً} قال: ما يتلى في القرآن من أخبار الأمم السالفة {إن إلهكم لواحد} قال: وقع القسم على هذا.
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {ورب المشارق} قال: المشارق ثلاثمائة وستون مشرقاً {والمغارب} ثلاثمائة وستون مغرباً في السنة قال: (والمشرقان) مشرق الشتاء، ومشرق الصيف، (والمغربان) مغرب الشتاء، ومغرب الصيف.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال: {المشارق} ثلاثمائة وستون مشرقاً {والمغارب} مثل ذلك، تطلع الشمس كل يوم من مشرق، وتغرب في مغرب.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {ورب المشارق} قال: عدد أيام السنة، كل يوم مطلع، ومغرب.


{إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10)}
أخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود أنه كان يقرأ {بزينة الكواكب} منونة.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن أبي بكر بن عياش قال: قال عاصم رضي الله عنه من قرأها {بزينة الكواكب} مضافاً، ولم ينون، فلم يجعلها زينة للسماء، وإنما جعل الزينة للكواكب.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وحفظا} قال: جعلناها حفظاً {من كل شيطان مارد، لا يسمعون إلى الملأ الأعلى} قال: منعوا بها. يعني بالنجوم.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقرأ {لا يسمعون إلى الملأ الأعلى} مخففة وقال: إنهم كانوا يتسمعون، ولكن لا يسمعون.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله: {لا يسمعون إلى الملأ الأعلى} قال: الملائكة.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {ويقذفون من كل جانب} قال: يرمون من كل مكان {دحوراً} قال: مطرودين {ولهم عذاب واصب} قال: دائم.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {ويقذفون من كل جانب دحوراً} قال: قذفاً بالشهب {ولهم عذاب واصب} قال: دائم.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله: {عذاب واصب} قال: دائم.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما، مثله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله: {إلا من خطف الخطفة} يقول: إلا من استرق السمع من أصوات الملائكة {فأتبعه شهاب} يعني الكواكب.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إذا رمي الشهاب لم يخطىء من رمى به وتلا {فأتبعه شهاب ثاقب}.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فأتبعه شهاب ثاقب} قال: إن الجني يجيء، فيسترق، فإذا سرق السمع، فرمي بالشهاب، قال للذي يليه: كان كذا وكذا.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن يزيد الرقاشي في قوله: {شهاب ثاقب} قال: يثقب الشيطان حتى يخرج من الجانب الآخر، فذكر ذلك لأبي مجلز رضي الله عنه فقال: ليس ذاك، ولكن ثقوبه ضوءه.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله: {شهاب ثاقب} قال: ضوءه إذا نقض، فأصاب الشيطان.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال: {الثاقب} المتوقد.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة والحسن في قوله: {ثاقب} قالا: مضيء.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال: {الثاقب} المحرق.


{فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ (11) بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (12) وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ (13) وَإِذَا رَأَوْا آَيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (14) وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (15) أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (16) أَوَآَبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (17) قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ دَاخِرُونَ (18) فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنْظُرُونَ (19) وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20) هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21)}
أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {أهم أشدّ خلقاً أم من خلقنا} قال: السموات، والأرض، والجبال.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {أم من خلقنا} قال: أم من عددنا عليك من خلق السموات والأرض قال الله تعالى {لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس} [ غافر: 57].
وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه أنه قرأ {أهم أشدّ خلقاً أم من عددنا}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله: {أم من خلقنا} قال: من الأموات والملائكة.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {من طينٍ لازب} قال: ملتصق.
وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما. أن نافع بن الأزرق سأله قال له: أخبرني عن قوله: {من طين لازب} قال: الملتزق قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت النابغة وهو يقول:
فلا تحسبون الخير لا شر بعده *** ولا تحسبون الشر ضربة لازب
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {من طين لازب} قال: اللزب الجيد.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ في العظمة عن عكرمة رضي الله عنه {من طين لازب} قال: لازج.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {من طين لازب} قال: اللازب، والحمأ، والطين واحد. كان أوله تراباً، ثم صار حمأ منتناً، ثم صار طيناً لازباً فخلق الله منه آدم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: {اللازب} الذي يلزق بعضه إلى بعض.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال: اللازب الذي يلزق باليد.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {طين لازب} قال: لازم منتن.
وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقرأ {بل عجبت ويسخرون} بالرفع.
وأخرج أبو عبيد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات من طريق الأعمش عن شقيق بن سلمة عن شريح رضي الله عنه أنه كان يقرأ هذه الآية {بل عجبت ويسخرون} بالنصب، ويقول إن الله لا يعجب من الشيء، إنما يعجب من لا يعلم قال الأعمش: فذكرت ذلك لإِبراهيم النخعي رضي الله عنه، فقال: إن شريحاً كان معجباً برأيه، وعبدالله بن مسعود رضي الله عنه كان أعلم منه، كان يقرأها {بل عجبت}.
وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قرأ {بل عجبت}.
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {بل عجبت ويسخرون} قال: عجبت من كتاب الله ووحيه {ويسخرون} بما جئت به.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: {بل عجبت} قال النبي صلى الله عليه وسلم: «عجبت بالقرآن حين أنزل، ويسخر منه ضلال بني آدم».
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {بل عجبت} قال: عجب محمد صلى الله عليه وسلم من هذا القرآن حين أعطيه، وسخر منه أهل الضلالة {ويسخرون} يعني أهل مكة {وإذا ذكروا لا يذكرون} أي لا ينتفعون، ولا يبصرون {وإذا رأوا آية يستسخرون} أي يسخرون منه ويستهزؤون.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {يستسخرون} قال: يستهزؤون. وفي قوله: {فإنما هي زجرة} قال: صيحة.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله: {فإنما هي زجرة واحدة} قال: نفخة واحدة، وهي النفخة الآخرة.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {هذا يوم الدين} قال: يدين الله فيه العباد بأعمالهم {هذا يوم الفصل} يعني يوم القيامة.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7